ندوة منتدى ابعاد الاستراتيجي توصي بإيجاد حل للحرب من الداخل اليمني

 ندوة منتدى ابعاد الاستراتيجي توصي بإيجاد حل للحرب من الداخل اليمني

ENGLISH

      أجمع المشاركون في ندوة منتدى أبعاد الإستراتيجي على أن الوضع في اليمن أكثر تعقيدا، من أن تتمكن إدارة الرئيس المنتخب بايدن حلحلته، وأوصت الندوة التي عقدت تحت عنوان " إدارة بايدن والحرب في اليمن" ضرورة أن تنطلق الحلول من الداخل اليمني.

وأكد الدكتور عبد القادر الجنيد في ندوة تدشين " منتدى أبعاد الاستراتيجي " -الخاص بتتبع الحالة اليمنية- على أن الحرب في اليمن نتيجة مشكلة سياسية وليست إنسانية كما يتم الترويج لها، وقال" إن تقديم المعونة الغذائية لن يخفف من المأساة الإنسانية ولا يحل المشكلة السياسية، بل إن حل المشكلة السياسية سيحل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية".

وأضاف الجنيد في الندوة التي أدارها الدكتور عادل دشيلة  " الإدارة الأمريكية يهمها مصالحها، وبايدن لن يستطيع حل المشكلة اليمنية ، وحرب اليمن هي حرب بايدن وتم إعلانها من السفارة السعودية في واشنطن عندما كان بايدن نائبًا للرئيس الأمريكي، وبدأت الحرب بحملة جوية وقصف طائرات "عاصفة الحزم" بتخطيط أمريكان وتوجيه أقمار صناعية حربية أمريكية وإدارة غرفة عمليات حرب في المملكة، كل ضباطها وفنييها أمريكان داخل الرياض، وكان چو بايدن، نائبا للرئيس الأمريكي وهذا يعني أنه يعرف بالتخطيط والمشاورات والإعداد الذي استمر لشهور في أمريكا لمساعدة السعودية، فهو لم يكن موافقا فط ولكن أيضا شريكا في حرب اليمن".

عبد القادر الجنيد:

بايدن لن يستطيع حل المشكلة اليمنية وإيران أسقطت أربع عواصم عربية بميلشياتها وليس بالقنبلة النووية


وتوقع الجنيد أن يفشل بايدن بوعوده التي أطلقها أثناء حملته الانتخابية، حول تغييره للقواعد والقوانين التي تحكم السلوك الاجتماعي في السعودية، وإيقاف الحرب في اليمن ورفع العقوبات عن إيران، والعودة للتفاوض معها  لتعديل الاتفاق النووي أو إقناعها بالتوقف عن التوسع في المنطقة"، وقال "  وزير خارجية إيران جواد ظريف أكد بأنه لن يعيد التفاوض على ما قد سبق وتفاوض عليه قبل أن تزيل أمريكا كل أنواع الحظر والعقوبات "، مذكرا بانتزاع ظريف من وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري رفع العقوبات، مع حق التوسع في البلدان العربية المجاورة بحجة المصالح الحيوية المشروعة لإيران، مقابل تبطيء وتخفيض نسبة تخصيب اليورانيوم  لمدة عشر سنوات فقط.

وأكد السياسي اليمني على أن وعود بايدن لم تعد قابلة للتصديق، وقال " في الوقت الذي قال بايدن أنه سيضع السعودية والإمارات على طاولة المفاوضات للإتفاق مع إيران.، تقول إسرائيل بأنه لن يحدث أي إتفاق أمريكي إيراني جديد بدون مشاركتها في وضع تفاصيله، وقتلت الأسبوع الماضي، أبو القنبلة النووية الإيرانية عالم الفيزياء محسن فخري زادة ، وهاهي إيران تتوعد بالانتقام بينما بايدن يقدم الوعود بأنه سيقنعها بالتفاوض والتفاهم مع دول المنطقة".

وخلص الجنيد إلى الدعوة للتوقف عن تعليق الآمال على بايدن بشأن اليمن، وقال " الحرب في اليمن بدأت بفعل محاولة جماعة الحوثيين إنكار شرعية الدولة والدستور والقانون وإقصاء الآخر واستخدام الشعارات الرنانة للتغطية على الغرض الحقيقي للحرب وهواحتكار الموارد والسيطرة، وأن الحرب في اليمن- مثل أي حرب في أي مكان وأي زمان- تتسبب بمآسي إنسانية، التي تعلق إيران والحوثيين عليها كل ما يحصل بغرض تشتيت انتباه المجتمع الدولي وصرف نظرهم عن أنهم هم السبب الحقيقي للحرب".

وأضاف" الحوثيون يستغلون المساعدات الدولية والإغاثية التي ينتهي جزء كبير منها لخدمة المجهود الحربي الحوثي والآلة الحربية الإيرانية الحوثية في اليمن"

وقال " إيران، استولت على أربع دول عربية وتوسعت في كل مكان بميليشياتها بدون قنبلة نووية، وتستعمل الأبحاث النووية كأوراق في مفاوضات وصفقات مع أمريكا وأوروبا للمقايضة على قبول ملالي إيران وجمهوريتهم كبلد ودولة طبيعية في المجتمع الدولي، وقبول الغرب بالتوسعات الإيرانية في البلدان العربية"

وأضاف" الحرس الثوري الإيراني، خلق من العدم ميليشيا حزب الله في لبنان، وجيش الحشد الشعبي في العراق، وميليشيا الحوثي في اليمن، واستولى على تركيبة الأسد والميليشيا العلوية في سوريا، وهذه التركيبة، عملت منها  كلها إيران شيئا مترابطا وفتاكا، انتصرت بها على كل القوى التي اعترضتها".

وأكد أن تركيبة إيران وميليشياتها ، هي من أسقط أربع عواصم عربية وهي التي ستجلب لها المزيد ، وليس القنبلة النووية، وقال " هذه التركيبة لن تختفي بأي إتفاق سلمي لأنه جهد أكثر من أربعة عقود فهو استثمار ضخم لإيران ".

وأشار إلى أن فشل بايدن مستقبلا سيكون بسبب التناقضات مع الجمهوريين والترامبيين والاسرائيليين والسعوديين إلى جانب الصبر الإستراتيجي الإيراني الذي عبر عنه بالقول " حائكوا السجاد الفارسي، سيتلاعبون بآكلي البيتزا الأمريكية"

وحول حرب اليمن قال الجنيد " لو انتصرت تركيبة إيران والميليشيات على شعب اليمن، ستتوقف الحرب لفترة- قد تقصر وقد تطول- حتى تنتفض اليمن من هذا الألم من جديد وتدخل في دورة جديدة من الصراع والفوضى  والمآسي الإنسانية، أما لو انتصر شعب اليمن، وساد القانون والدستور، ستعرف كل اليمن السلام الحقيقي"

وأكد على أن السلام في اليمن سيتحقق عندما لا يتم استعمال القوة والسلاح لاحتكار السيطرة والموارد، مع بقاء اليمن بلدا موحدا في ظل القانون والدستور، مشيرا إلى أنه لا يوجد  قوة أجنبية تهتم بذلك".

من جهتها قالت الباحثة في شؤون اليمن والخليج ندوى الدوسري إن القضية اليمنية أقل أهمية لإدارة بايدن ، مضيفة " لن يكون هناك الكثير من التغييرات في سياسة بايدن الخارجية عندما يتعلق الأمر بالصراع اليمني لأنه يواجه تحديات ضخمة مثل كوفيد 19 ، وتركيزه على إعادة إشراك حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة بعد أربع سنوات من سياسة ترامب الخارجية التي عزلت أمريكا".

وأكدت على أن الإدارة الأمريكية الجديدة ستستمر في رؤية اليمن من عدسة الصراع السعودي الإيراني وقالت " ستبقى الرياض حليف مهم للولايات المتحدة في المنطقة، وبالتالي ، ستستمر إدارة بايدن في التعامل مع اليمن عبر السعوديين. علاوة على ذلك ، ستعتمد إدارة بايدن على الإمارات في التعامل مع ملف مكافحة الإرهاب في اليمن لأنه لا توجد حكومة وقوات أمنية في البلاد والولايات المتحدة بحاجة إلى حلفاء لمكافحة الإرهاب".

 

ندوى الدوسري:

 الإدارة الأمريكية ستستمر في رؤية اليمن من عدسة الصراع السعودي الإيراني


وأضافت " قدمت إدارة ترامب دعمًا غير مشروط للسعودية والإمارات ؛ ومع ذلك ، سيوفر لهم بايدن الدعم المشروط، ولن تضغط إدارة بايدن على السعودية لمغادرة اليمن، وسيدفع بايدن نحو تسوية سياسية بين الحكومة اليمنية والحوثيين. وربما سيدعم وساطة الأمم المتحدة".

وقالت الباحثة المتخصصة في صراعات الشرق الأوسط " الحل السياسي سيضر باليمنيين لأنه لن يعالج أسباب الحرب وجذور المشكلة ولن يحل المظالم التي نشأت خلال السنوات الأخيرة من الحرب".

الباحثة الأمريكية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى (إيلينا ديلوزير) هي الأخرى اتفقت مع ندوى الدوسري في أن حكومة الولايات المتحدة تميل إلى رؤية اليمن من منظور الصراع السعودي الإيراني وتركز على مكافحة الإرهاب.

 وقالت إيلينا ديلوزير: "هناك أمن قومي للولايات المتحدة في اليمن وهناك قضايا مهمة مثل الحرب على القاعدة وتأمين البحر الأحمر والرياض شريك مهم لواشنطن ".
وحول توقعات تصنيف واشنطن لجماعة الحوثي كمنظمة إرهابية قالت " هناك خياران مطروحان على الطاولة تحديد الأفراد بشكل خاص أو مجموعة الحوثي بشكل عام، وإذا صنفت الولايات المتحدة الحوثيين منظمة إرهابية ، فسوف يتأثر القطاع الاقتصادي في اليمن بهذا القرار".

وحول الحل في اليمن قالت  " يمكن للقوى الإقليمية أن تلعب دورًا مهمًا وأن تدفع باتجاه حل شامل، ويمكن لليمنيين توسيع دائرة الحوار بين الأطراف اليمنية الأخرى".

إيلينا ديلوزير : تصنيف واشنطن للحوثيين منظمة إرهابية سيؤثر على القطاع الاقتصادي

 

وكان مركز أبعاد للدراسات والبحوث أعلن عن تدشين منتدى خاص يتتبع الحالة اليمنية، بندوة افتراضية عن "سياسة بايدن الجديدة في المنطقة، وتاثيرها على مستقبل الحرب في اليمن".
وقال الدكتور عادل دشيلة المنسق للندوة أنها ستسلط الضوء على انعكاسات أي قرار أمريكي متوقع بتوصيف جماعة الحوثي المسلحة كجماعة إرهابية على الحرب والوضع السياسي والإنساني في اليمن.

نشر :