التحالف العربي ومكافحة الإرهاب

جيوبولتك | 17 أغسطس 2017 00:00
 التحالف العربي ومكافحة الإرهاب

الملخص التنفيــــذي

تركز هذه الورقة على العمليات العسكرية للتحالف العربي ضد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب بالمحافظات الجنوبية، وتأثيرها على التنظيم، إضافة إلى تمكنه من التوسع في المناطق المحررة بسبب أخطاء فادحة للتحالف العربي الذي تقوده السعودية والإمارات في دعم الحكومة اليمنية.

وقَبل الحديث عن العمليات العسكرية تشير الورقة إلى أنَّ محاربة التنظيم لم تكن جدية إلا بعد الثَّورة الشبابية الشعبية ومع وصول الرئيس اليمني الحالي إلى السلطة، فقد استغل نظام الرئيس اليمني السابق التنظيم لزيادة نفوذه أو للمزايدة من أجل الحصول على تدريب للقوات التي يقودها نجله.

 تطرقت الى العمليات العسكرية ضد تنظيم القاعدة في المحافظات الجنوبية، بدءً من عدن ثمَّ حضرموت وأبين ولحج والضالع وحتى شبوة. وتناقش العمليات العسكرية للتحالف العربي في محافظة شبوة والتي أًعلن عنها مؤخراً بواسطة الجيش الإماراتي، إذ أنَّ القوات التي أوكل إليها قِتال التنظيم ليست سوى ميليشيا شبه عسكرية لا تتلقى  من الحكومة المعترف بها دولياً، كما أنَّ هذه الميليشيا (النخبة الشبوانية) تم التجنيد فيها بناءً على اعتبارات عشائرية ومناطقية، وخلال فترة شهر من بدء العملية ارتكبت انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان في وقت لم تشتبك «النخبة الشبوانية» بأي تجمع للتنظيم الذي انتقل إما إلى الجبال أو القرى النائية واكتفت «النخبة الشبوانية» بالسيطرة على حقول النفط والغاز والسيطرة على المرافق الحكومية بدلاً من مواجهة التنظيم.

وتنتقل الورقة إلى محافظة «تعز» (وسط اليمن) حيث انتشر تنظيمي القاعدة والدولة الاسلامية «داعش» في المناطق المحررة بسبب خطأ للتحالف العربي باعتماده على ميليشيات سلفية، قريبة من القاعدة، خوفاً من الاعتماد على رجال القبائل الذي تعتقد دولة الإمارات والتحالف العربي أنها تابعة لحزب التجمع اليمني للإصلاح، وهو ما سهل على ميليشيات «أبو العباس» استخدام المقاومة الشعبية كغطاء لانتشار تنظيم القاعدة واستقطاب أفراد جدد للتنظيم، وتعتمد الورقة على مقابلات لباحثي مركز أبعاد مع مسؤولين وقادة في المقاومة والجيش الوطني للوصول إلى معلومات حول التنظيم في المحافظتين.

وتخلص الورقة إلى أنَّ تنظيم القاعدة تمكن من التوسع بفعل أخطاء التحالف العربي والحكومة الشرعية، إذ وضعت مخاوف في غير محلها لتعتمد على التنظيمات الجهادية في مواجهة الحوثيين. وكما أنَّ الإمارات العربية المتحدة تعتمد العمليات ضد تنظيم القاعدة كغطاء لتحقيق أهداف أخرى في المحافظات الجنوبية تستهدف الحكومة المعترف بها دولياً وتسيطر على الاقتصاد وحقول النفط والغاز.

تشير الورقة إلى أنَّ عدم مواجهة التنظيم بجديه في المحافظات الجنوبية ودفعه إلى المحافظات الشمالية المحررة  والحدود يعتبر تهديدا مستقبليا للمملكة العربية السعودية وللأمن الإقليمي.

 

مقــــــدمة

في 26 مارس/أذار 2015م أعلنت المملكة العربية السعودية قيادة تحالف عربي من عِدة دول عربية وإسلامية، وفي مقدمتها دول الخليج العربي استجابة لطلب من الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، بعد انقلاب جماعة الحوثي المسلحة والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح على السلطة ووضع الرئيس-الذي فرَّ لاحقاً- قيد الإقامة الجبرية عقب اجتياح العاصمة اليمنية «صنعاء» في سبتمبر/أيلول2014م، ما أعطى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وفروعها وظهور تنظيم الدولة (داعش) زخماً وتوسعاً مع انهيار مؤسسات الدولة اليمنية.

لم يسبق للدولة اليمنية منذ انتهاء صيف 94م أن شهدت هذا التحشيد العسكري في البلاد وتعدد محاور الاستقطاب والاقتتال، وانتشار للتنظيمات والميليشيات المسلحة -غير المنضبطة- لذلك فاليمن تعيش حالة استثنائية من التعقيدات، قد لا تتمكن أي سلطة قادمة حلها على مدى عقود ومن الصعب معالجة أثارها الاجتماعية والإنسانية.

تحاول هذه الورقة مناقشة انضباط الحرب على تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ومستقبل مواجهته في ظل الميليشيات والحكومة التي تتقاسم السيطرة في البلاد.

وقبل البدء بدراسة مكافحة الإرهاب خلال عمليات التحالف العربي التي انطلقت لمواجهة الحوثيين يجب الإشارة إلى العمليات العسكرية بعد الثَّورة الشبابية الشعبية 2011-2015م، باعتبارها كانت أكثر جديه في مواجهة التنظيم. ثمَّ تدرس الورقة العمليات العسكرية بعد العمليات العسكرية للتحالف العربي 2015م حتى الآن.

أولاً: مكافحة الإرهاب بعد الثَّورة الشبابية الشعبية وحتى مارس/أذار 2015م

انخرطت الحكومة اليمنية وبدعم من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكيَّة في حملة مطاردة للتنظيم وعناصره في البلاد منذ بداية الحرب على الإرهاب، وحتى عام 2011م أعلن تنظيم جديد يدعى «أنصار الشريعة» - صُنف كأحد فروع التنظيم في المحافظات الجنوبية([1]) وأعلن مسؤوليته عن مجموعة من العمليات العسكرية.

تتعاون اليمن والولايات المتحدة رسمياً في الحرب ضد القاعدة. وخلال سلطة الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح لم تكن الحرب ضد التنظيم جدية -حسب اتهام أمريكي، كما وجهت لنظامه تُهماً بالتساهل مع تنظيم القاعدة، بعد أن قام متهم آخر بتفجير المدمرة الأمريكية (يو اس اس كول) بالهرب من السجن للمرة الثانية بطريقة مثيرة.

بدأت حملة الحكومة في عام 2001، وتصاعدت في 14 يناير/كانون الثاني 2010م، لاعتبارات سياسية، لكن العملية لم تشتد إلا بعد سقوط علي عبدالله صالح من السلطة عام 2011م.

 

حروب مع التنظيم

اندلعت حرب غامضة في أبين شرق عدن خلال ثورة الشباب اليمنية 2011، وشارك تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في هذه المعارك. وتصاعدت معارك بين وحدات من الجيش وميليشيات محلية وجماعات قبلية من جهة وبين تنظيم القاعدة وأنصار الشريعة من جهة أخرى. وفي يونيو/حزيران 2011، امتد القتال من أبين واقترب من مدينة عدن. ويُفترض أن القاعدة في جزيرة العرب نظمت هروب 63 سجيناً  أمنياً سياسياً من سجن المكلا، وتم تحرير بعض أعضائها لكن اتهامات تلاحق نظام صالح السابق بشأن هروب هؤلاء السجناء([2]).

شن الجيش اليمنى بين 19 و25 أغسطس/آب 2010 هجوما كبيرا في مدينة لودر التابعة لمحافظة أبين، التي يسيطر عليها تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية مما ادى لمقتل عدد من الناشطين بما في ذلك زعماء محليين للقاعدة؛ لكن العمليات أصبحت مشلولة مع تفرغ نظام صالح للمزايدة بتسليم المدن للقاعدة للتأثير على الثَّورة الشبابية الشعبية.

بعد سقوط «صالح» وانتخاب نائبه الرئيس الحالي عبدربه منصور هادي بموجب اتفاق نقل السلطة في عام 2012م؛ شن الجيش اليمني هجوماً ضد مسلحي جماعة أنصار الشريعة وعناصر من تنظيم القاعدة في محافظة أبين بغرض استعادة المدن الخاضعة لسيطرة المسلحين بالذات زنجبار. بدأ الهجوم 12 مايو/أيار 2012 لاستعادة جميع مناطق أبين الخارجة عن سيطرته. واستمر القتال حتى أعلن عن تحرير زنجبار، وقتل خلال تلك الحرب 567 شخصا، بينهم 429 من عناصر التنظيم و78 من الجنود، و26 من مقاتلي القبائل و34 مدنيا([3]).

 

ثانياً: بعد بدء العمليات العسكرية للتحالف العربي

دخلت القوات العسكرية للتحالف العربي عدن في يوليو/تموز 2015م لكنها انشغلت بمواجهة الحوثيين ومحاولة تأمين المحافظة الجنوبية الساحلية، وردع الحوثيين، والتي استمرت قرابة 9 أشهر متتالية، نفذ خلالها تنظيم القاعدة عدة هجمات استهدفت الحكومة اليمنية ومسؤولين يمنيين. ولأن تركيز السلطات والتحالف كان منصبا على هزيمة تحالف الحوثيين والرئيس السابق علي عبد الله صالح، فإن الجماعات الإرهابية تحركت بحرية، وسيطرت على مديريات في عدن، وأمكن لسكانها مشاهدة هؤلاء في الشوارع وفي المنشآت الحكومية.

وكانت مديرية المنصورة «وسط عدن»، واحدة من المناطق التي شهدت نشاطا ملحوظا لعناصر تنظيم القاعدة، منذ يوليو/تموز 2015، حتى أصبحت معقلا رئيسيا لهم، واستثمر التنظيم مقتل القيادي بالمقاومة أحمد الإدريسي في ديسمبر/كانون الثاني 2015م لتوسيع نشاطه وتحويل «المنصورة» إلى منطقة عسكرية مغلقة، حتى أبريل/نيسان 2016 عندما قامت القوات اليمنية بالاحتشاد وتطهير المنطقة من تواجد التنظيم([4]). وفي يوليو/ تموز 2016 شن التنظيم هجوماً على معسكر الصولبان في عدن، لكن حملة عسكرية -أخرى- تمكنت من تحريره بعد أن سيطر عناصر التنظيم على المعسكر وأحاطوه من كل الجهات.

أٌعلن عن الخطة الحكومية للقضاء على خلايا تابعة للتنظيم في عدن بعد سيطرتها على عدد من أحياء العاصمة المؤقتة، وتنفيذ حملة اغتيالات يومية تجاوزت ثلاثين عملية خلال يناير/كانون الثاني 2016م، واستهدفت ضباطا في الاستخبارات وقضاة، وبلغت القصر الرئاسي. وكانت قبل ذلك قد استهدفت المقر المؤقت للحكومة، كما استهدفت المحافظ السابق للمدينة، الذي قتل مع حراسه في عملية انتحارية، تبناها تنظيم الدولة «داعش»([5]).

وأعقب هذه العملية عملية عسكرية انطلقت لتحرير «المكلا»-عاصمة حضرموت شرق اليمن- من التنظيم، والتي نجحت نهاية ابريل/نيسان 2016م من دخول المدينة دون وجود مقاومة، في وقت انطلقت عملية موازية باتجاه محافظة لحج، ونجحت القوات الحكومية في طرد عناصر التنظيم من عاصمة المحافظة «الحوطة» في 15 ابريل/نيسان 2016م، وحسب مصادر عسكرية فإن التنظيم توجه إلى الأرياف.

تحركت عملية عسكرية أيضاً باتجاه أبين (جنوب اليمن) ووصلت وحررت عدة مديريات من التنظيم في أغسطس/أب 2016م، ثمَّ محافظة الضالع، ثمَّ محافظة شبوة. وشهد التنظيم توسعاً في المناطق المحررة بمحافظة تعز (وسط اليمن)، وفيما كان التنظيم متواجداً قبل بدء العمليات العسكرية للتحالف في المحافظات الجنوبية وحتى في «الضالع» إلا أن تواجد مناصرين للتنظيم في محافظة تعز كان سابقة خطيرة إذ أن الحاضنة الشعبية تكاد تكون منعدمة.

تحاول هذه الورقة قراءة حالتين مهمتين لتنظيم القاعدة في محافظتي شبوة (شرق) وتعز (وسط)، إذّ أنّ العملية العسكرية في محافظة شبوة والتي أُعلن عنها في أغسطس/أب 2017م تعطي مفهوماً أشمل للحملات على التنظيم مابعد العمليات العسكرية أو توسعه، ويتم مناقشتها لحداثتها، إضافة إلى تواجد التنظيم في محافظة تعز وكيف وجد لنفسه حاضنة بِمسار مواجهة الحوثيين قبل الانخراط فعلياً في عناصر التنظيم وفكره الجهادي؟! ثمَّ تَخلص الورقة إلى تقديم النتائج والأخطاء التي وقعت فيها الحملة في شبوة ودعم التنظيم في محافظة تعز.

 

العمليات في شبوة

في (3 أغسطس/آب2017) أعلن الجيش الإماراتي عن إطلاق عملية عسكرية ضد تنظيم القاعدة في شبوة، ستنفذها قوات “النخبة الشبوانية” التي قامت أبوظبي بتدريبها، بمشاركة قوة أمريكية. ومع انطلاق العملية قالت وسائل إعلام إن عناصر التنظيم انسحبوا إلى الجبال بعد تقدم تلك القوات. تُعيد عملية شبوة سيناريو استعادة عاصمة حضرموت (المكلا) من التنظيم الجهادي في أبريل/نيسان 2016، والتي أسفر عنها مقتل 800 من العناصر خلال ساعات، دون حدوث معارك أو ظهور جثث أولئك المتطرفين ([6]).

كانت الطائرات دون طيار الأمريكيَّة تحوم بالفعل بشكل دوري على محافظة شبوة منذ بدء العمليات العسكرية (مارس/أذار2015)، واستهداف عشرات العناصر وحتى القيادات التي تظهر بعد مديرياتها نشاطاً ملحوظاً للتنظيم الذي ينخرط في بيئة عشائرية قوية، لكنها بالتأكيد ليست كافية.

أكدت وزارة الدفاع الأمريكيَّة (البنتاغون) مشاركة قوات لبلادها في اليمن إلى جانب الإمارات، لكنها تحدثت أن الدعم مخابراتي ولوجستي إضافة إلى قوة برية صغيرة الحجم. لكنها لم تستبعد إرسال المزيد من القوات إلى اليمن([7]).

والملاحظ أن هذا الإعلان لم يكن من هيئة الأركان اليمنية، التي يفترض بها أن تكون المحرك الرئيس للعملية، وليست باسم التحالف الشريك مع الحكومة المعترف بها دولياً، ومن الواضح أن الإعلان جاء من الجيش الإماراتي وحده وأكدت البنتاغون العملية دون حتى ذكر التنسيق مع الحكومة اليمنية. كما أنَّ البيان الصادر عن الجيش الإماراتي يشير إلى عِدة نقاط رئيسية:

أ) قوة النخبة الشبوانية هم رجال قبائل من محافظة شبوة.

ب) تلقت القوة التدريب على يد القوات الإماراتية.

ج) ستبسط الأمن في محافظة شبوة وتواجه التنظيم في مناطق القبائل.

د) الوجود الأمريكي ضمن العملية.

ه) أن العملية العسكرية بدأت ضد تنظيم القاعدة.

و) تنظيم القاعدة فرَّ من المكلا باتجاه محافظة شبوة.

ز) قوة النخبة الشبوانية ظهرت للمرة الأولى في انتشار على خطوط النفط في شبوة في أغسطس/أب 2016م، والانتشار التالي كان في نفس الشهر عام 2017م، وتقدر القوة بـ2500 مقاتل جلّهم من أبناء القبائل.

تجدر الإشارة إلى أن «النخبة الشبوانية»:

1) لا تخضع إلى سلطة الحكومة اليمنية أو وزارة الدفاع، أو السلطة المحلية في شبوة بل إلى القيادة الإماراتية وحدها، وأبرز مشاهدة على ذلك أن العملية العسكرية لم تعلنها أي جهة يمنية.

2) تم تجنيد المقاتلين من قبائل “مُختارة” وانتشارها في قبائل أخرى -لفرض الأمن- قد يجعل القبائل تتصادم مع “النخبة الشبوانية” إذّ أنَّ معيار التجنيد كان قبلياً كما أشار إلى ذلك بيان الجيش الإماراتي. وتم التجنيد من قبائل الواحدي وبلعبيد وبني هلال وبلحارث  من مديريات ( رضوم -ميفعة- الروضة - حبان -عتق -مرخة السفلى- عسيلان -جردان -عرماء - دهر - الطلح ) وتم استثناء مديريات تقطنها قبائل العوالق الثلاث( الصعيد - نصاب - حطيب ) وكذلك مديريات تقطنها قبائل المصعبين في بيحان( بيحان العليا - عين ) وكذلك استثناء مديرية مرخة العليا والتي كانت حتى عام 2002م تابعة لمحافظة البيضاء.

3) بما أن التجنيد في مليشيا/الجيش/ القوة «النخبة الشبوانية» من المواطنين انحصر بمحافظة شبوة (فقط) فإن هذه القوة مناطقية، وتعزز الصراع الهوياتي وتقسيم البلاد، إذ أن عقيدتها -حتى من الإسم- لا تعتمد على هوية وطنية جامعة وبهذه الطريقة سيدخل الدولة اليمنية في مرحلة مُعقدة مع الانتهاء من الأزمة.

4) انتشرت هذه القوات في المناطق النفطية والتجارية واستلمت بالفعل شركات نفطية في المحافظة إضافة إلى حقول الغاز، ومراكز المديريات ومقرات السلطات المحلية، مايعني أن هدف مواجهة عناصر تنظيم القاعدة (الذين يختبؤون في الوديان والجبال والكهوف) يستخدم كغطاء لبسط سلطات أبوظبي لنفوذها على تلك المناطق، وإدارة تلك المديريات والمحافظة.

5) بقاء هذه القوات خارج سيطرة الدولة اليمنية قد يفجر اشتباكات بين القبائل والقوات الحكومية من جهة وهذه القوات من جهة أخرى. أو بين قوات «النخبة» والقبائل الرافضة لتوجدها في مناطقها وهذا الأمر يخدم تنظيم القاعدة.

6) من الواضح أن الولايات المتحدة الأمريكيَّة مازالت تعتمد على المعلومات المخابراتية الإماراتية-رغم السجون السرية([8]). وهذا ما دفعها للدخول في خُطَّة أبوظبي للسيطرة على حقول الغاز والنفط- مع علّم واشنطن بأهداف أبوظبي أو بدون علم.

تابع مركز «أبعاد للدراسات والبحوث» تحركات العملية العسكرية ضد تنظيم القاعدة في شبوة، لمدة 30 يوماً من بدء تحركاتها، ووصل إلى النتيجة الآتية:

- لم تكن هناك عملية عسكرية حقيقية ضد التنظيم ولم تحدث اشتباكات ومواجهات مباشرة مع خلايا للتنظيم.

- في وقت مبكر من وصول هذه القوة تم «شيطنة» قبائل «العوالق» و»مصعبين» وأبناء مديرية «مرخة العليا» التي كانت تتبع محافظة «البيضاء» قبل التقسيم الإداري عام 2002م، وأعقبه عملية استهداف واسعة لأبناء هذه القبائل، وأشارت منظمات حقوقية إنه وبعد يومين فقط من إعلان العملية اعتقلت «النخبة الشبوانية» ناصر بن نشر العولقي، واعتقاله مع عائلته وأصهاره، ونقلهم بمروحية عسكرية إلى منطقة بلحاف ضوران مقر ميناء التصدير التابع لشركة الغاز الطبيعي المسال، حيث يتكثف نشاط الإمارات([9]). وداهمت قوات النخبة الشبوانية في الثامن من أغسطس/أب منزل المواطن حمزة محمد عبد الله بن فريد العولقي في مدينة عتق، حيث اعتقل ونقل بمروحية إلى منطقة بلحاف([10]).

- تركز نشاط «النخبة الشبوانية» على الانتشار في المرافق العامة، وميناء بلحاف النفطي وحماية شركات نفطية تعمل في المنطقة، إضافة إلى توسيع الانتشار في مناطق معظمها حضرية في مراكز المديريات.

-   تركز نشاط «النخبة الشبوانية» في أعمال لها علاقة بالحكومة كتصريح لقائد تلك القوات بعودة تشغيل ميناء بلحاف وإعادة تشغيل المحطة الكهربائية([11]).

- تركز نشاط «النخبة الشبوانية» في الملاحقات والاعتقالات لمن يُحسبون على تيارات الإسلام السياسي في المحافظة.

- مطاردة «المغنين والفنانين» الشعبيين واعتقالهم كما حدث في حالة اختطاف فهد صالح محمد ديان العولقي، من مديرية مرخه بمنطقة خورة، وهو مغن شعبي.

- تواجه النخبة الشبوانية اتهامات منتظمة من منظمات حقوقية بكونها «تبدي احتقارا للقانون وحقوق الإنسان»([12]).

تنظيم القاعدة في تعز

كواقعة جديدة تخلّق تنظيم القاعدة في محافظة تعز، فلم يسبق أن كان التنظيم موجوداً ويمتلك أسلحة ويقوم بعمليات وإن كان تواجده فردياً منذ 2011م، لكنه ظل خاملاً طوال تلك الفترة، وحتى انطلاق عمليات عاصفة الحزم كان التنظيم نشطاً في مواجهة جماعة الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق، حتى كسب نفوذاً كبيراً. وظهر تنظيم القاعدة بتعز أثناء تبنيه قتل المواطن الأميركي، جويل شرم، بالمدينة عام 2012، وأعلنت الخارجية الأمريكيَّة في وقت سابق عام2017 عن جائزة 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن مقتل الأمريكي([13]),

وظهر التنظيم بنشاطات توزعت بين الانتشار والاستقطاب وتنفيذ بعض الاغتيالات والعمليات الانتحارية وتفجير الأضرحة. وأبرز العمليات تمثلت بتفجير مقام نبي الله شعيب في أغسطس/آب 2015 بمنطقة جبل صبر، جنوبي تعز، وتفجير مقام الولي عبدالله الطفيل في نفس الشهر، بمنطقة ثعبات شرقي المدينة، كما تم تحطيم ضريح الشيخ مدافع الخولاني نهاية نوفمبر/تشرين الثاني 2015، في منطقة صينة غربي المدينة([14]).

ويعود سبب انتشار التنظيمات الجهادية بتعز للخطأ الفادح الذي ارتكبته الحكومة اليمنية والتحالف العربي حيث تم قبول عناصر متشددة ثم جماعات متطرفة بقياداتها تحت ذريعة الغاية تبرر الوسيلة. وسط مخاوف إماراتية من سيطرة المنتمين لحزب التجمع اليمني للإصلاح على مواجهة الحوثيين.

وفي مايو/ أيار 2017 أعلن التنظيم عن إقامة مسابقة فكرية لأهالي المدينة بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك. وطاف مسلحون من التنظيم شوارع مدينة تعز ووزعوا ملصقات تحمل شروط المسابقة وقائمة بأسماء الجوائز التي توزعت بين «أسلحة وأجهزة كمبيوتر»([15]).

 

كتائب أبو العباس

كتائب «أبو العباس» هي من تدير واجهة تنظيم القاعدة في محافظة تعز اليمنية، مرتكزة على عِدة منافذ للوصول إلى التنظيم للمستقطبين الجُدد، أولاً يتم الانتماء إلى الكتائب بصفته مقاوماً وجزء من المقاومة الشعبية، ثمَّ بعد أن يتم الوثوق به وتشّبعه بالفكر «الجهادي» ينتقل إلى مرحلة أخرى ضمن استقطاب تنظيم القاعدة.

ويتضح ذلك من خلال ما يوصف بخلايا تنظيم القاعدة في تعز داخل كتائب «أبو العباس» التي يديرها (عادل فارع)، وهي: «عصبة الحق والتي يقودها رضوان العديني، وألوية الفاروق التي يقودها مؤمن المخلافي، والكتائب نفسها التي يقودها «أبو العباس»، وبعضهم ذهب إلى تنظيم الدولة (داعش)-كيان مُتخلق ومتذبذب دون إيجاد هوية محددة أو مناطق نفوذ لكن العدِيد من مصادر تتحدث عن وجوده- وآخرون ضمن «أنصار الشريعة -ولاية تعز» وهو أحد فروع التنظيم يتواجد في المحافظات حيث يتواجد تنظيم القاعدة».

وتعتبر كتائب أبو العباس مرحلة إعداد وتأهيل وكسب مشروعية المقاومة وحرية التحرك والاختلاط بالأفراد من مختلف المكونات بقصد الاستقطاب. ولإظهار نفوذهم يرتبون ظهوراً بالدرجات النارية والسيارات رافعين شعارات القاعدة وتنظيم الدولة وبلباس افغاني أحياناً والمرور في الشوارع والحارات القديمة مع التصوير والنشر. كما استهدفوا اغلب ضباط جهاز الأمن السياسي السابقين (جهاز المخابرات) كانتقام للماضي عندما كان عدد منهم معتقلاً، وتعقب وتهديد ضباط الأمن والجيش الذي يحاولون أداء مهامهم في مقرات عملهم([16]).

بداية الظهور ومناطقه

مع بدء مواجهة أهالي المدينة للحوثيين القادمين من صنعاء في إطار تمددها، بدأت شخصيات محسوبة على القاعدة (أنصار الشريعة) بالتحرك باكراً في «حي الجمهوري» و»المدينة القديمة» وأجزاء من «الجحملية» (شرق المدينة). وتتمتع هذه المناطق الجغرافية -ذات الكثافة السكانية- بطبيعة ديمغرافية مناسبة لانتشار التنظيم، فمعظم السكان من الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح، كما أن هناك انتشاراً للعصابات، إلى جانب كونها مركزاً للتدين «السلفي»، كما أن تلك المناطق يمكن إغلاقها من الجهة الجنوبية بصورة سريعة وتأمينها وتنفيذ عمليات فيها بحكم ضيق شوراعها وتقارب مبانيها.

وجدت تلك العناصر في مسمى المقاومة السلفية بقيادة (عادل فارع) والملقب بأبو العباس وأخرين مظلة منحتها فرصة للتماهي معها والتخفي في آن واحد. ونظراً لخبرتها القتالية المكتسبة وقدرتهم التخطيطية للمعارك مقارنة بالشباب المنظم للمقاومة، إضطراراً للدفاع عن المدينة ومواجهة الحوثيين والقوات الموالية لهم، فقد انبهر بهم شباب كُثّر وكسّبوا تعاطف كثير منهم ومن هنا بدأت عملية كسب عناصر جديدة فيها من الحماسة والاندفاع لدى الكثير وترى المعركة دينية بين الرافضة والسنة وليست سياسية طبعا بفعل التغذية العقدية للسلفية منذ وقت مبكر.

وتمكن التنظيم بواسطة عناصره المنضمين حديثاً من الانتشار في جبهات القتال، والحصول على موارد مالية من خلال السطو على البنوك والمحال التجارية قبل أن يأتي دعم من دولة الإمارات. فكانت أولى غزواتهم لفرع البنك اليمني للإنشاء والتعمير([17]). كما فرضوا جبايات على التجار ومنها بدأوا يغدقون على أفرادهم بأكثر مما يمنح لبقية المقاومين في مختلف الجبهات. وفي تصريح خلال مهرجان جماهيري قال أبو العباس: «لا حرج في الحصول على أموال المصارف كونها أموال المسلمين وتذهب للجهاد»([18]). كما بدأوا باستقطاب المتوافقين في أفكارهم والغاضبين من الحوثيين أو لهم مظالم شخصية ما منحهم فرصة الإعلان عن أنفسهم واتخاذ منطقة سوق الصميل بعد تحريره مركزاً لإدارة تحركاتهم([19]). 

استمرت المقاومة الحقيقة بالتشكل وأعلن عن تأسيس مجلس موحد للمقاومة والمجلس العسكري وبدأ الجيش الوطني يعيد ترتيب صفوفه. وبالرغم من ذلك تأخر الدعم الرسمي من التحالف والشرعية للجيش الوطني بتعز للجيش والمقاومة. بينما تدفق دعم موازي من أبوظبي وشخصيات وتجار خليجيين للتيار السلفي كما هي عادتهم في مختلف مناطق الصراعات، وكما تدفقت الأموال تدفقت العناصر من مختلف التوجهات وتسللت عناصر جهادية بذريعة مقاومة الروافض وهكذا بدأ التنظيم يتوسع وتزيد جماهيريته حتى أصبح أغنى وأكبر من فصائل المقاومة الأخرى.

 

استهداف المناطق الاستراتيجية

وحسب صحافيين وسياسيين تحدثوا لـ»أبعاد»([20]) فإن ما هو مؤكد أن لا جبهة واحدة واضحة  في تعز تقاتل القاعدة فيها بانتظام ويغلب على تحركات أعضائها التواجد المفاجئ في المعارك التي تنشب من وقت إلى آخر مرتدين زياً يغلب عليه «زي المقاتلين الأفغان»، وبسط نفوذ في المنطقة المحررة إذا كانت ذات أهمية استراتبجية.

ويصّر عناصر التنظيم على التواجد في مفاصل المدينة والنقاط المتحكمة بها، فعلى سبيل المثال يستأجرون شققاً في أماكن متفرقة من المدنية كما يتواجدون ضمن أفراد ونطاق أبو العباس في المنطقة الجنوبية في سفح جبل صبر الممتدة من (الجبل الأسود المطل على حدائق الصالح ومنطقة عقاقة مرورا بالتباب المطلة على جامعة تعز ثم صينة فالسواني فالجمهوري فالنقطة الرابعة فالجحملية فالعسكري شاملة حي النسيرية والمدينة القديمة وشارع 26 وحتى فندق الجند والمالية وسوق الصميل).

ويحضر المقاتلون الذين يرتدون «الزي الأفغاني» بأوامر من «أبو العباس» وظهر واضحاً خلال  سيطرته المفاجئة مؤخراً (النصف الثاني لعام 2017) على الأمن السياسي وقلعة القاهرة وإدارة الأمن في تعز، بعد أن نشبت خلافات بين أبوالعباس ومسلحين يقودهم فتى يُدعى غزوان المخلافي.

في أوقات مختلفة ولأسباب متعددة- كان أغلبها مُختلقة أو يركتبها أخرون- يقوم أفراد التنظيم (التابعين لأبو العباس)، بإغلاق منطقة معينة يتم فيها عملية انتشار مفاجئ لمجاميعهم وكأنها تدريبات على اقتحام أحياء ومبان والسيطرة عليها ثم فجأة تنتهي تلك التحركات وقد تكررت أكثر من مرة وفي أكثر من مكان من وسط المدينة وفي كل مرة كانت تتسع رقعة المنطقة المستهدفة([21]),

ويتمتع تنظيم أبو العباس بدعم مالي كبير، وهو ما ساهم في تعزيز صفوفه مع انقطاع الرواتب([22]) وتدهور الوضع المعيشي في المدينة نتيجة الحصار الذي يفرضه الحوثيون، كما مكنتهم القدرات المالية التي لا يتمتع بها فصيل آخر بالمقاومة من استقطاب عدد لمن الأشخاص في المقاومة والجيش كما أنهم شكلوا ملاذا آمنا لكل منبوذ في الجيش لأي سبب أو صاحب سوابق رُفض انضمامه لاي فصيل أو لواء([23]).

وبالنظر إلى جدول (1) نلاحظ تركيز «أنصار الشريعة» و «تنظيم الدولة» على جمع الأسلحة وعمليات الفيّد من الحرب وتخزينه، إلى جانب قيامهم بعمليات نوعية وحدها، كما أن مناطق تواجدهم تعتبر مكاناً لصناعة المتفجرات وتدريب الملتحقين الجُدد بالتنظيم.

ويوضح جدول (1) المجموعات المتطرفة والتي تخضع لسلطة أبو العباس:

 

تمويل إماراتي

علاوة على اعتماد «أبوالعباس» على المنهوبات والجبايات في تعز كمورد مالي، يتلقى دعماً مفتوحاً من الإمارات العربية المتحدة، ويشير تقرير للجنة الخبراء التابعة لمجلس الأمن إلى أن كتائب أبو العباس رفضت الانضواء إلى الجيش اليمني؛ بالإضافة لعدم خضوع قوات رسمية -كقوات النخبة الحضرمية والنخبة الشبوانية وقوات الحزام الأمني التي ترعاها وتمولها الإمارات- لسلطة الحكومة الشرعية([24]).

ويضيف التقرير أن الصراع في تعز عزز دور «أبو العباس» بدعم مباشر من الإمارات، وخلال صراعه مع الحوثيين سمح بانتشار عناصر تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية داخل تعز، لتعزيز قواته وتقييد النفوذ السياسي لحزب الإصلاح([25]).

ليس ذلك فقط بل إن أبو العباس هو المسؤول الأول في تعز عن الدعم المُقدم من التحالف. ويقول قيادي في المقاومة «تلقيت في أحد الأيام مطلع 2016، دعوة من قيادة قوات التحالف لزيارتهم في عدن لمناقشة الوضع العسكري في تعز، وعند وصولي إلى هناك التقيت بقائد قوات التحالف المرابطة في عدن، وهو من القوات الإماراتية، ووضحت له كافة الاحتياجات العسكرية والمادية لتحريك جبهات المواجهات في تعز، فتفاجأت بجوابه، حيث طلب مني العودة إلى تعز، ومن هناك أقوم بالاتصال بالقائد له من جوار (أبو العباس)، ليقوم القائد الإماراتي بتوجيه الأخير بمنحنا بعض الاحتياجات العاجلة من المؤن العسكرية وغيرها»([26]). وكان أبو العباس قد أعلن في نوفمبر/تشرين الثاني2015م عن وصول بارجتين إماراتية وسعودية محملة بالأسلحة من أجل تحرير تعز([27]).

أخطاء الحملات ونتائجها

وقعت السلطات الشرعية والتحالف العربي وعلى وجه التحديد دولة الإمارات العربية المتحدة في أخطاء فادحة تتعلق بمكافحة الإرهاب في المحافظات المحررة يمكن إجمالها في الآتي:

- السجون السرية التي تديرها الإمارات أو قوة تابعة لها في محافظتي عدن والمكلا، والتي تقول منظمات أن هناك 18 سجناً سرياً بالإضافة إلى سجن في قاعدة إماراتية في ميناء عصب بأرتيريا([28]). تمثل هذه السجون التي تشبه المواقع السوداء للمخابرات الأمريكيَّة، وبالتعذيب البشع المذكور في شهادات السجناء، فإن تلك السجون هي نقطة تفريخ للجهاديين، والانخراط في تنظيمات إرهابية من أجل الانتقام.

- قامت الإمارات العربية المتحدة بتجنيد أبناء قبائل (مختارة بعناية) في المحافظات الجنوبية لتكوين قوات (النخبة/الحزام) ما أجج القبائل الأخرى التي تعتبره استهدافاً لها ولذلك كانت الانتهاكات بحق قبائل العوالق في شبوة نقطة تحول في الحرب على الإرهاب في المحافظة إلى مواجهة القبيلة اليمنية ومهاجمة التكوين الاجتماعي اليمني، والذي بدروه سيسبب عرقلة دائمة لمكافحة الإرهاب.

- إعلان الحرب على تنظيم القاعدة عبر القوات المسلحة الإماراتية هو بداية النهج الخاسر لمحاربته، حتى أن البنتاغون نفسها تجاهلت ذكر الجيش اليمني! ما يعني أن هذه العملية تتم خارج إطار السلطة والحكومة اليمنية المعترف بها دولياً.

-   قوات (النخبة/الحزام) وعلاوة أن تشكيلها تم على أساس مناطقي، إلا أنها كانت خارج إطار الجيش اليمني وتفصيلاته، ولا تخضع لإدارة الحكومة اليمنية، بل للإمارات ولذلك فإن شكوك لوجود أهداف إماراتية خارج التحالف وأهدافه تظهر حقيقيه باحتفاظها بقوة عسكرية تصل قوامها إلى 30 ألف مقاتل يمني.

- يملك تنظيم القاعدة سلاحاً للقتال عِدة سنوات إن توافرت بيئة ملائمة واحتضان شعبية ويبدو ذلك ممكناً، في ظل فشل الولايات المتحدة الأمريكيَّة والإمارات في فهم طبيعة القبائل اليمنية وترابطها، ففي البيضاء على سبيل المثال يقاتل أفراد من التنظيم مع قوات شعبية لمواجهة الحوثيين (الذين يعتبرون شيعة فيما قبائل البيضاء سُنية)، وبانعدام دعم مواجهة الحوثيين في تلك المناطق يستمر تنظيم القاعدة في تعميق جذوره.

- أخطاء الغارات الجوية الأمريكيَّة/ التحالف العربي، تعزز من حالة الانتقام لدى القبائل اليمنية فالغارة التي استهدفت قرية «يكلا» في البيضاء يناير/كانون الثاني 2017م، أثارت النزعة الانتقامية لدى القبائل، فمقتل 47 مدنياً معظمهم من المدنيين (نساء-أطفال) بعملية برية كارثية على مستقبل مكافحة الإرهاب، والجريمة الأكبر إن عملية أخرى قتلت مدنيين بعدها بأشهر بين شبوة ومأرب.

- عدم محاربة تنظيم القاعدة بجدية في المحافظات الجنوبية دفعهم إلى مناطق الشمال بالقرب من الحدود مع السعودية، وهذا قد يشكل (حدود جهنم) في حال سيطر الحوثيون على منافذ الشمال الغربي وسيطر تنظيم القاعدة على منافذ الشمال الشرقي مع السعودي.

  


 

الهوامش 

([1]) Al-Qaeda in the Arabian Peninsula (AQAP)». Counter Extremism Project./https://www.counterextremism.com/threat/al-qaeda-arabian-peninsula-aqap015

([2]) فرار 62 عضوا من القاعدة من سجن المكلا  http://almasdaronline.com/article/33566

([3]) Yemen army seizes third city after Qaeda pullout/  http://english.ahram.org.eg/NewsContent/2/8/44968/World/Region/Yemen-army-seizes-third-city-after-Qaeda-pullout.aspx

([4])ارتياح شعبي واسع في «عدن» بعد تطهير منطقة المنصورة من عناصر القاعدة – يمن برس (8/4/2016) / http://yemen-press.com/news71397.html

([5]) جنوب اليمن.. من قبضة الحوثيين إلى يد القاعدة-روسيا اليوم (10/2/2016) https://arabic.rt.com/news/810688

 

([6]) أبوظبي من “المكلا” إلى “شبوة” الأهداف والمخاطر-اليمن نت (7/8/2017)

([7]) US Troops Are on the Ground in Yemen for al-Qaeda Offensive – (4/8/2017) / http://news.antiwar.com/2017/08/04/us-troops-are-on-the-ground-in-yemen-for-al-qaeda-offensive

([8]) كشفت وكالة اسوشيتد برس الأمريكيَّة ومنظمة هيومن رايتس ووتش في تحقيقين منفصلين في محافظات جنوب اليمن ضلوع قوات إماراتية أو تتلقى تعليماتها من القيادة الإماراتية بتعذيب آلاف المعتقلين السياسيين بدعاوى مكافحة الإرهاب في 18 مركز احتجاز من بينها سرية وأخر في قاعدة إماراتية موجودة في ارتيريا، واتهمت الولايات المتحدة الأمريكيَّة بالضلوع في تلك التحقيقات لانتزاع أقوال تحت التعذيب.

([9]) إدانة لاستهداف قوات تديرها الإمارات قبيلة يمنية- الجزيرة نت (11/8/2017)

([10]) المصدر السابق

([11]) قائد القوات الشبوانية خالد العظمي تصريح لموقع مشارق الأمريكي (15/8/2017)/ http://almashareq.com/ar/articles/cnmi_am/features/2017/08/14/feature-02

([12]) تصريح رئيس منظمة (سام) نبيل البيضاني، الجزيرة نت، المصدر السابق.

([13]) خمسة ملايين دولار للإدلاء بمعلومات عن قتلة مدرس أميركي – الحرة (15/3/2017)/ https://www.alhurra.com/a/us-citizen-killed-yemen/352159.html

([14]) الشباب صيد ثمين لتنظيمَي «داعش» و»القاعدة» في تعز -العربي الجديد (4/4/2017) https://www.alaraby.co.uk/politics

([15]) تنظيم القاعدة يقيم مسابقة فكرية لأهالي تعز ويكشف عن الجوائز -عدن الغد(10/5/2017).

http://adengad.net/news/258751/#ixzz4qVnPaLEa

 

([16]) اتهامات ألقاها صحافيون ومسؤولون في المقاومة ولم يتمكن باحثو أبعاد من الحصول على مصدر مستقل لهذه المعلومات.

 

([17]) مسلحون ينهبون البنك اليمني للانشاء والتعمير في تعز-براقش نت (3/5/2015)

http://barakish.net/news02.aspx?cat=12&sub=23&id=322885

([18]) نهب نصف مليار دولار من مصارف اليمن -العربي الجديد (28/8/2015) https://www.alaraby.co.uk/economy

([19]) حسب ما تحدث سياسيون وصحافيون وقادة في المقاومة الشعبية لباحثين مركز أبعاد في تعز.

([20]) تحدث السياسيون والصحافيون وقادة في المقاومة لـباحثين في مركز أبعاد في الفترة بين (يوليو/تموز-أغسطس/أب 2017).

([21]) شهادات أعضاء في حكومة بن دغر محللين لـباحثي مركز أبعاد في تعز في (يوليو/تموز2017)

([22]) أدى انقطاع الرواتب منذ أغسطس/آب 2016م إلى زيادة المأساة الإنسانية في المحافظات اليمنية.

([23]) شهادات قيادات في المقاومة الشعبية لباحثي مركز أبعاد في تعز (يوليو/تموز2017).

([24]) Confidential U.N. Report Suggests Saudi-Led Coalition Failing in Yemen - Foreign Policy. (18/8/2017

([25]) تقرير أممي: السعودية والإمارات تمولان مليشيات باليمن -الجزيرة نت (20/8/2017م)

([26]) «أبو العباس».. ذراع الإمارات لاستنساخ تجربة عدن في تعز-الخليج الجديد (21/5/2017)

([27]) بارجتان سعودية وإماراتية محملتان بالسلاح.. لحسم معركة تعز -الشرق الأوسط (6/11/2015)

([28]) اعتمدت منظمة هيومن رايتس ووتش ووكالة اسوشيتد برس للوصول إلى النتائج على (أهالي المختطفين ومختطفين سابقين) كانوا في تلك السجون إضافة إلى مسؤولين حكوميين، وشكلت الحكومة اليمنية لجنة بعد ظهور نتائج تلك التحقيقات أواخر يونيو/حزيران2017م وبالرغم من تحديد أسبوعين لإظهار النتائج إلا أن أياً من النتائج لم تظهر حتى اليوم 30 أغسطس/آب 2017م.

نشر :